... وطريق الدعاة إلى قلوب الناس مع الإحسان أيسر وأمضى ، فالقلوب جبلت على حب من أحسن إليها ، فلزم أن نعرف كيف يمكن أن نجعل المساعدات التي تقدم للفقراء والمساكين وسيلة لجذب قلوبهم لدين الله تبارك وتعالى .
... وقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم العطاء والصدقات سبيلا لتأليف القلوب ، فألف قلوب الكثير من مشركي العرب بما كان يعطيهم من الأنعام والهدايا ، وكان وجهه صلى الله عليه وسلم يتمعر إذا رأى من المسلمين من ظهرت عليه بوادر الجوع والمخمصة .
... ونصوص الشرع المطهر تجعل الإطعام والدعوة إليه من آكد الواجبات الاجتماعية المحققة لمقصود الإيمان ، والمستجلبة لمرضاة الله ، والمؤدية للنجاة يوم القيامة .
... يقول الله تبارك وتعالى : { كل نفس بما كسبت رهينة إلا أصحاب اليمين . في جنات يتساءلون . عن المجرمين . ما سلككم في سقر . قالوا لم نك من المصلين . ولم نك نطعم المسكين ..}
... وقال عز وجل : { فلا اقتحم العقبة . فك رقبة . أو إطعام في يوم ذي مسغبة } ، ومدح المؤمنين المخلصين فقال : { ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا . إنما نطعمكم لوجه الله ، لا نريد منكم جزاء ولا شكورا } ، وذم من خصال المشركين بخلهم فقال : { أرأيت الذي يكذب بالدين . فذلك الذي يدع اليتيم . ولا يحض على طعام المسكين } ، وذم المتعلقين بالدنيا فقال : { كلا بل لا تكرمون اليتيم . ولا تحاضون على طعام المسكين . وتأكلون التراث أكلا لما . وتحبون المال حبا جما }.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق