... ثم إن الأصل في الدعاة أن ينفقوا بسخاء مما في أيديهم ، وألا يخشوا الفقر والإملاق ، ولا يليق أن تدخر أموال الزكاة والصدقة بزعم الإنفاق منها عند قلة المتصدقين والممولين لمشروعات الإحسان والبر . وإقتار بعض الدعاة في الإحسان إلى الفقراء من شأنه أن يؤدي إلى نتيجة عكسية .
... ولا نريد أن يأتي اليوم الذي يستقر في قلوب الناس أن الدعاة إلى الله من أبخل الناس ، فليس على الإنسان من بأس أن يعطي بسخاء مما في يده ، فإذا انعدمت النفقة اعتذر للناس ، وهذا أرجى مما لو رأى الناس ما في يديه ثم لاحظوا بخله وإقتاره .
... وقد رجع أعرابي إلى باديته بعد أن أعطاه النبي صلى الله عليه وسلم غنما بين جبلين فقال لقومه : يا قوم أسلموا ! فإن محمدا يعطي عطاء من لا يخشى الفقر .
... وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لبلال : ( أنفق بلال ، ولا تخش من ذي العرش إقلالا ) رواه البزار والطبراني في الكبير وصححه الشيخ الألباني في صحيح الترغيب والترهيب .
¬__________
(¬1) معلوم لدى كثير من الدعاة أن هيئات التنصير تدرب دعاتها على استعمال أساليب الرفق مع الخلق ، والصبر عليهم ، وعدم اليأس منهم ، ومعلوم أن مهنة التمريض نشأت كعلم مستقل في الكنائس الأوربية أوائل القرن الثامن عشر الميلادي حيث كانت الراهبات يقمن بتمريض جرحى الحروب ، ثم تأصلت هذه المهنة في هيئات التنصير واستخدموا في مستشفياتهم التي أسسوها في أصقاع العالم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق