... يستخدم الحلوى في التعارف ، والكتيبات في التأليف والوعظ والإرشاد ، والهدايا مع دعوة لحضور محاضرة أو خطبة ، والأشرطة لتكون البديل عن شريط غناء أقنع صاحبه بهجره ، والطيب لإزالة حزازات النفوس ، وتوجس الخائفين من مظهر الدعاة .
... حتى إذا ما ألقى السلام فكأنك تسمع ترنيمة كونية تطرب لها أذناك ، ذاك صوت الداعية الشجي ، فإذا ما رأيته أقبل بوجهه الضحوك وسلامه المرونق ( ألفيت كل تميمة لا تنفع ) .
... لقد وقع القلب في شَرَك هذا الداعية ، واشتبكت القلوب المؤمنة وائتلفت (¬1) ، والتقت العيون والمقل ، فإذا أَدْمُعُ الخوف من الله تتعرف على نفسها ، حتى إذا ما سكب ذلك الداعية الميداني كلمات الود والمحبة في الله والتقت إرادةَ الله بالهداية أبصرتَ الهوى صريعا في ساحته ، والقلب تتهاوى شهواته وغرائزه أمام هذا السيل الدافق من فيض الإيمان والتُّقَى ، وكأنك بالشيطان رابض ثمةَّ ينادي بالويل والثبور : ويلي ويلي قد اختطفه فلان الصالح مني !
¬__________
(¬1) قال صلى الله عليه وسلم : ( الأرواح جنود مجندة ، ما تعارف منها ائتلف ، وما تناكر منها اختلف ) ، وقال صلى الله عليه وسلم : ( المؤمن يألف ويؤلف ، ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف ) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق