الطريقة الثامنة والعشرون :
( الترجمة )
¬__________
(¬1) ولعلك تتساءل أيها القارئ : لماذا لم نذكر الأدلة المفيدة لمشروعية العمل الجماعي ؟ والجواب أن الأدلة الآمرة بالاجتماع أصبحت في حق الدعاة وفي حق كل عامل وباذل لدين الله من قبيل المعلوم من الدين بالضرورة ، بل لا أغلو إذا قلت إنها من بدهيات العقول وأوليات الذهن التي لا تحتاج إلى تنظير واستدلال ، وقد كتبت في ذلك فصلا طويل الذيل ، رأيت ألا أملأ صفحات الكتاب منه لأنني كتبته لنوعيات معينة من الدعاة ، أما إذا أردت الاطلاع على أدلة مشروعية العمل الجماعي بخير عرض فأحيلك على كتابين الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق في مشروعية العمل الجماعي ففيهما الغنية إن شاء الله ، وله كتاب ثالث تناول قصية حياة شيخ الإسلام ابن تيمية وبرهن فيه على أن شيخ الإسلام لم يكن مجرد داعية أو عالم يدرس العلوم الشرعية ويفتي الناس ، بل كان رجل دولة ، يخاطب الملوك والسلاطين ويستنفر القادة لمحاربة الأعداد ، ويراسل ملوك دول النصارى والتتر ويرسم الخطوط ويناصح الساسة في شئون الدولة وشئون المسلمين ، بل كان يعارض بعض سياسات الدولة ويجاهر بذلك ، بل كان في بعض الأحيان يقيم الحدود الشرعية بإذن ضمني من سلطان الدولة . وللشيخ المصري في معالم الانطلاقة الكبرى كلام متين في توصيف واقع بعض الدول التي تعاني واقعا إسلاميا عسيرا ينبغي لكل الدعاة أن يقرءوه .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق