... وهناك الكثير من الوسائل التي نخطو بها دربا إلى قلوب الأطفال إن لم نستطع أن نستولي عليها استيلاء ، وهي وسائل يسيرة وعفوية ، لكنها تحتاج إلى انتهاز الفرص ومواتاة الظروف .
... من تلك الوسائل كثرة مهاداتهم ، ومشاركتهم في ألعابهم والتودد إليهم بجميل الألفاظ والمعاملة الحسنة ، وكثرة التبسم في وجوههم ، وإظهار الحنان والعطف عليهم ، ومناداتهم بأحب الأسماء إليهم ، واللعب معهم ومضاحكتهم ، والتجاوب مع أسئلتهم وعدم النفور من إلحاحاتهم وحب استطلاعهم .
... وقد أكدت لي التجربة المتكررة أن الأطفال أكثر ما يكونون استعدادا لقبول النصيحة والتوجيه ممن يحترم عقلياتهم ويتعامل معهم بود وتفاهم ، ويكسب احترامهم بأن يغمرهم من فيض حبه وعطفه عليهم .
... والأطفال في حقيقة الأمر كتلة من المشاعر الفياضة التي لا تستخدم العقل في الغالب ، وإذا استخدمه الطفل فإنه لن يتعمق في فلسفة الأمور والبحث عن عللها الأولى كما يفعل من عركتهم الحياة وطحنتهم رحاها .
... ومن خصائص الأطفال أن لديهم طاقة متعاظمة لتلقي الجديد من العلم والأخلاق والمثل والمكارم والمعالي ، وأن ما يتلقونه في أيام طفولتهم من تلك المكارم يصبح من المسلمات إلى أن يأتي من يغيرها ويبدلها لهم .
... إن عقد مقارئ القرآن في المساجد في الإجازات الأسبوعية والصيفية نشاط يجب ألا تخلو منه أي منطقة يتحرك فيها الدعاة ، بل هي من لب الأنشطة الاستراتيجية ، وإذا ضاقت السبل في عقد هذه المقارئ في المساجد فلن يعدم الدعاة مكانا في بيوتاتهم يجمعون فيه أولادهم وأولاد الجيران والحي ليحفظوهم من كتاب الله تعالى آية كل يوم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق