... إن اكتساب ثقة الأسر من أهم الخطوات التي يجب أن يتخذها الدعاة للقيام بدور تربوي فعال تجاه الأطفال ، وقد أثبت التجارب أن سد الحاجات الأساسية للأسر له دور مهم في كسب الثقة وكسر الحواجز .
... فالداعية المدرس الذي يعطي درسا خصوصيا مخفضا أو بدون أجر يستطيع أن يدخل أي بيت أراد ، والداعية الطبيب الذي يعالج الأطفال مجانا أو يوزع الأدوية على المرضى مجانا يلقي بنصائحه وهو على ثقة أنها ستلقى أرضا خصبة مستعدة للإثمار .
وعلى ذلك فإن الدور التربوي الذي سيقوم به الداعية تجاه الأطفال ليس بالضرورة أن يكون دورا تربويا مباشرا ، فقد يكون الداعية نموذجا لأطفال المنطقة إذا كان حديث بيوتاتهم ومضرب المثل في المروءة عند أسرهم .
ويكتسب الدور التربوي مع الأطفال فعالية عالية في التأثير على شخصية الطفل بعد ذلك ، كون الطفل مستعدا للتلقي أكثر من تأهله للمناقشة والمجادلة والتمرد الذي هو من شيمة المراهقين والفتيان .
... ثم إن غرس الفضائل في الأطفال أحرى لثباتها وتجذرها في الطبع من أن يتعلمها بعد أن يشب عن الطوق ، وقد أثبتت الدراسات الاجتماعية أن العقائد الاجتماعية والعادات والتقاليد تتأصل في مرحلة الطفولة أكثر من أية مرحلة أخرى .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق