... وليعلم الدعاة والناس أجمعون أن السعي على الفقراء والمساكين من أرجى القربات عند الله تعالى ، فقد جعله الرسول صلى الله عليه وسلم عِدْل قيام الليل وصيام النهار ، ثم إن لهم يوم القيامة دولة ووجاهة عند الله ، ويسبقون الخلائق إلى الجنة بخمسمائة عام .
... فأجدر به من سبيل خير ، وأخلق بالدعاة أن يكونوا أول السالكين فيه ، وليكن شعارهم : { إنما نطعمكم لوجه الله ، لا نريد منكم جزاء ولا شكورا . إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا } .
...
الطريقة السادسة والعشرون
( إيجاد الداعية الميداني )
... إنه الداعية المتحرك في كل صوب ، المتقن لدعوته في كل ثوب ، إن كان في بيته فنعم العائل والمربي ، فإن نزل الشارع وخالط الناس وَسِعَهُم بدعوته ، فإن ركب وسيلة مواصلات تناثرت بركات دعوته على من حوله من الركب ، إذا دخل مصلحة لم يخرج منها إلا بغنيمة دعوية ، نصيحة يسار بها موظفا ، أو موعظة يسمعها لسافرة ، أو كلمة معروف يذكر بها من يقف معه في الطابور ، إنه المبارك في حله وترحاله ، كالغيث أينما وَقَعَ نَفَعَ :
فلا مُزْنةٌ وَدَقَتْ وَدْقَهَا ولا أرضُ أَبْقَلَتِ ابْقَالَها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق